كلمة الرئيس التنفيذي
لقد شهدت السنة المالية المنتهية في شهر سبتمبر 2020 اضطرابات كبيرة وغير متوقعة وذلك بعدما بدأ العالم أجمع يشهد انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 (COVID-19) التي رتبت آثاراً اقتصادية وخيمة على الصعيدين الدولي والمحلي نتيجة لاتخاذ إجراءات الوقاية اللازمة للحد من انتشار الفيروس، دافعاً الجهات الحكومية إلى اتخاذ إجراءات غير مسبوقة وإصدار قرارات بحظر التجول الكلي والجزئي، والإغلاق التام للعديد من الأنشطة الاقتصادية والتجارية والمصرفية التي ظهرت آثارها على جميع العملاء من الأفراد والشركات. إلا أنه بحمد الله تعالى واستكمالاً لسياسة الشركة الرشيدة في إدارة المخاطر ومواجهة الأزمات وما فرضته أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد (COVID-19) من تحديات، فقد قامت ساي نت باتخاذ إجراءات عملية لضمان استمرارية أعمالها من دون توقف وتقديم خدماتها إلى جميع مشتركيها وعملائها، ومن دون اللجوء إلى تكوين مخصصات مالية غير مسبوقة نتيجة الأحداث الجارية والمتسارعة التي يصعب تقديرها بشكل مؤكد في ذلك الوقت مما ساهم في الحفاظ على معدلات النمو في تطورات حجم الأعمال.
كما أظهرت تلك الجائحة أهمية تقديم الخدمات بالطرق الرقمية التي مثلت تحدياً كبيراً لغالبية البنوك والشركات، ولكن الأمر كان مختلفاً لدينا بفضل الله تعالى وبفضل رؤية الشركة الثاقبة. إذ نجحت الشركة في تقديم خدماتها إلى جميع العملاء رغم تلك الظروف بطرق إلكترونية سهلة ومبسطة على مستخدميها وهو الهدف الذي تسمو له الشركة في التركيز والإسراع في تنفيذ خطتها الاستراتيجية حول التحوّل الرقمي والذي أصبح يمثل الركيزة الأساسية في استراتيجية التنويع والتوسّع في تقديم خدمات الإبلاغ عن الائتمان والتصنيف الائتماني.
وفي بداية عام 2020 تبنت الشركة توجهاً استراتيجياً جديداً سيمهد الطريق لتعزيز كفاءة عملها ومستويات أدائها وتحقيق النتائج المرجوة وفقاً لتوجيهات بنك الكويت المركزي، حيث قام مجلس الإدارة وبالتعاون والتنسيق مع كبرى الشركات والجهات الاستشارية المتخصصة بإعداد وتصميم خطة استراتيجية تحوّل واضحة المعالم ومحددة العناصر تستهدف مواجهة التحديات والفرص التي يحملها المستقبل والاستفادة من التطور التقني في المجال المصرفي والمالي بما يطور نموذج عمل الشركة على المدى المتوسط (3 – 5) سنوات، كما تناولت الاستراتيجية خطة عمل الخدمات الجديدة التي سيتم طرحها في إطار تنفيذ تلك الاستراتيجية بما يهدف إلى تمكين شركة شبكة المعلومات الائتمانية من توفير خدمات أفضل للأفراد والمؤسسات العاملة في دولة الكويت، وأيضا زيادة إمكانيات ساي نت بما يؤهلها لأداء أعمالها التي ترتكز على تقديم خدمات ذات قيمة مضافة للقطاع المالي والمصرفي في الكويت مساهمة منها في تعزيز النظام الائتماني بدرجة عالية من الالتزام عبر استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة بطرق مبتكرة لإيمانها الكامل بأن التقنيات الرقمية باتت جزءاً أساسياً من استراتيجية جميع الشركات العاملة في القطاعات المصرفية والمالية التي تتبنى النواحي الرقمية بشكل كامل في أعمالها وخدماتها مما ساعد الشركة في أن تستمر بتقديم خدماتها للمشتركين والعملاء بشكل إلكتروني.
وقد أدت الأحداث الجارية خلال السنة المالية 2020/2019 إلى تسريع وتيرة التغيير في تقديم الخدمات، وقد أحدثت جائحة فيروس كورونا المستجد (COVID-19) تغييرات كبيرة في الطريقة التي يود العملاء التعامل من خلالها، مما أوجد الحاجة إلى تنفيذ حلول مبتكرة في وقت قصير لمواصلة تلبية احتياجات العملاء، ولقد ساعدتنا ثقافة الابتكار في ساي نت على مواجهة التأثير واسع النطاق للوباء باستخدام التقنيات المتطورة.
النظرة المستقبلية لعام 2021:
سوف تواصل ساي نت خلال عام 2021 تركيز كافة جهودها على تنفيذ الأغراض التي أنشئت من أجلها الشركة وتوجهاتها الاستراتيجية الموضوعة بحسب رؤية مجلس الإدارة في هذا الصدد بطريقة تكنولوجية ومتطورة، وستستمر الشركة في دراسة عدد من المبادرات والخدمات الاستراتيجية بما يتيح لها رسم خارطة طريق لنطاق الخدمات وخطة التنفيذ لتحسين الخدمات والمنتجات الحالية حيث ستكرّس الشركة كافة جهودها لتزويد العملاء من المشتركين أو الأفراد أو الشركات بالخدمات المرتبطة بالمعلومات الائتمانية التي من شأنها تعزيز المجتمع المصرفي والمالي في دولة الكويت من حيث الكفاءة والانتاجية، وضم قطاعات أخرى كشركات الاتصالات وشركات التأمين، وأية جهات أخرى مما يتوافر لديها معلومات ائتمانية. كما ستحرص الشركة على تقديم خدماتها بالشكل الذي يقدم قيمة مضافة لكافة المشتركين في شبكتها وتطوير أنظمتها وأعمالها بما يعكس رغبتها في إضفاء بُعداً جديداً من رسالتها في تحقيق الهدف المنشود في تنمية الوعي والثقافة الائتمانية لجميع المواطنين والمقيمين في دولة الكويت.
وفي الختام، أود أن أتوجه بخالص الشكر إلى كلاً من السادة رئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة الموقرين على دعمهم الكريم الذي يساهم في الارتقاء بالشركة على نـحو مستوى أعلى من النمو والنجاح، ويطيب لي أن أتوجه بالشكر أيضاً إلى الإدارة التنفيذية وجميع موظفي الشركة على جهودهم المضنية وعملهم الشاق في تحقيق النجاح خلال السنة المالية المنصرمة بالرغم من الصعاب والتحديات التي مرت بنا، كما أعبر عن خالص شكري وتقديري إلى جميع السادة المسؤولين في بنك الكويت المركزي لمساندتهم الدائمة، والشكر موصول أيضاً إلى جميع مساهمينا الكرام وجميع الأطراف ذات الصلة على تفهمهم وثقتهم، وأننا على ثقة بأن استمرار جهودنا ستثبت قوتنا وسيكون له تأثير إيجابي في توفير قيمة مستدامة طويلة الأجل لجميع مساهمينا الكرام.